الانتقال السريع
رومانيا بلد يقع شرق أوروبا، وتبلغ مساحتها 237.500 كيلومتر مربع، وعدد سكانه يتجاوز حاجز 22 مليون نسمه، من ضمنهم 90% ينضمون للعرقية الرومانية، والبقية من الأقليات، وغالبية هؤلاء يتبعون “المذهب الأرثودوكسي”، في حين تتوزع الأقليات الدينية على “المذهب الكاثوليكي” وديانات أخرى، ويعيش فيه قرابة 65 ألف مسلم معظمهم من الأتراك المُهاجرين.
تُعد رومانيا واحدة من أكثر بلدان أوروبا من حيث عدد المساجد التاريخية، وذلك لأن البلد ظلت لسنوات طويلة تتبع لسلطة الإمبراطورية العثمانية، وهو من بلدان المعسكر الشيوعي زمن الاتحاد السوفيتي، وحصلت به ثورة دموية في عام 1989م، أطاحت بديكتاتورية “نيكولاي تشاوتشيسكو”، ودخل الاتحاد الأوروبي عام 2007.
أنتجت رومانيا مسلسلاً في عام 2010 يحمل اسم “باسم الشرف”، ويصور قصص حب محرمة بين العرب وأناس من رومانيا، وفيه يظهر العرب كأناس متخلفين وهمجيين ولا يهمهم سوى الجنس والمتعة، وتم عرضه على أكثر من 10 قنوات رومانية، وتمت ترجمته إلى عدة لغات، وتم إنتاجه في رومانيا، البلد القابع شرقي أوروبا.
العنصرية في الرياضة برومانيا
- في عام 2019، اتخذ الإتحاد الاوروبي لكرة القدم إجراءات تأديبية لرومانيا، وذلك على خلفية هتافات عنصرية من جمهورها لأحد لاعبي السويد من ذوي الأصول الإفريقية، وكان يُدعى “ألكسندر إسحاق”، وذلك في اللقاء الذي جمع بين السويد ورومانيا في تصفيات الأمم الأوروبية.
- قبل ذلك بعام، كان نفس الإجراء التأديبي من قِبل الاتحاد ضد رومانيا وجمهورها، وذلك بسبب هتافات عنصرية للاعب صربي في مباراة جمعت بين الفريقين عام 2018.
- في عام 2017 أدانت النجمة الأمريكية في عالم كرة التنس لاعباً رومانياً يدعى “إيلي ناستاسي”، وذلك بسبب تصريحاته العنصرية ضدها وضد جنينها الذي لم يولد بعد.
العنصرية في أعمال الفن برومانيا
- في عام 2010، أطلق التلفزيون الروماني مسلسل شهير “باسم الشرف”، والذي تضمن قصص عن عائلات عربية متعصبة وتقتل باسم الشرف وتعارض الحب، في حين أنهم يمارسونه في الخفاء، وأعتبر المسلسل مهيناً للعرب، ولكن المسلسل لم يأخذ صدى كبيراً حينها بسبب توقيت عرضه، والذي كان في نفس وقت قيام ثورات الربيع العربي.
العنصرية الرومانية في السياسة
- في عام 2016، رفض الرئيس الروماني “كلاوس يوهانيس”، ترشح امرأة مسلمة تُدعى “سيفيل شحادة” لرئاسة وزراء البلاد، وذلك بالرغم من فوز حزبها السياسي في الإنتخابات، وكان سبب الرفض ببساطة (أنه لا يريد تولي امرأة مسلمة لمنصب رفيع).
- في عام 2018، خرج تقرير لمنظمة قاعدة معلومات اللجوء “أيدا”، يصف مراكز استقبال اللاجئين في رومانيا بأنها تشكل خطورة على المُقيمين فيها، وخاصة الأطفال الذين حرمتهم السلطات الرومانية من الدراسة، وحتى الخروج من أماكن الاحتجاز.
عنصرية الجمهور الروماني ليست حكراً على الداخل، ففي الداخل يرفع الجمهور الروماني لافتات مكتوب عليها “الموت للغجر”، والغجر هم أقلية تعيش في رومانيا ودول أوروبا الشرقية، وكثيرًا ما يتم التعامل معهم في أوروبا بعنصرية كبيرة، ولكن رومانيا وكما يرى الكثيرون ما زالت عالقة في متاهات الماضي، والتي تدفع الكثير من شعبه لكره كل ما هو أجنبي أو غريب.
كل هذه الأحداث جعلت رومانيا واحداً من أكثر بلاد أوروبا عنصرية ضد الآخر، وذلك على الرغم من الصورة التي تسعى رومانيا من تصديرها عن نفسها، فرومانيا واحدة من البلاد المعروفة بالجمال، سواء في طبيعتها الخلابة، والتي تضم أكبر محمية للحيوانات في أوروبا، أو حتى عبر نسائها الحسناوات، واللواتي يوصفن بأنهن إحدى أجمل النساء في العالم، لكن خلف الجمال هذا، تخفي رومانيا عنصريتها وكرهها للآخر.